اقترب المنتخب المصري من إنجاز غير مسبوق عندما بلغ المباراة النهائية بفوزه الساحق على نظيره الجزائري 4-0 الخميس على ملعب "أومباكا بايرو دي نوسا سينيورا دا جراسا" في بنجيلا في نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية أنجولا 2010.
وسجل أهداف مصر كل من حسني عبد ربه (39 من ركلة جزاء) ومحمد زيدان (65) ومحمد عبد الشافي (80) ومحمد ناجي جدو (90+4) لتتأهل إلى المباراة النهائية حيث ستلتقي في لواندا الأحد مع غانا التي تغلبت على نيجيريا 1-0 اليوم في العاصمة الأنجولية.
ولقّن المنتخب المصري نظيره الجزائري درساً في فنون اللعبة لأنه كان الأفضل طيلة مجريات المباراة وكان بإمكانه تسجيل أهداف أخرى مستغلاً النقص العددي في صفوف ثعالب الصحراء الذين لعبوا بثمانية لاعبين إثر طرد رفيق حليش (40) ونادر بلحاج (70) وفوزي الشاوشي (87).
وهي المرة الثالثة على التوالي التي تبلغ فيها مصر المباراة النهائية والثامنة في تاريخها بعد أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2996 و2008 عندما أحرزت اللقب و1962 عندما حلت وصيفة، وبات الفراعنة بحاجة إلى الفوز في المباراة النهائية لتحقيق إنجاز غير مسبوق يتمثل بإحراز اللقب الثالث على التوالي والسابع في تاريخهم.
كما اقترب القائد احمد حسن والحارس عصام الحضري من إنجاز تاريخي أيضاً وهو إحراز اللقب الرابع بعد أعوام 1998 و2006 و2008، كما هو الأمر بالنسبة الى المدرب شحاتة الذي سيعادل إنجاز مدرب غانا تشارلز جيامفي بالتتويج 3 مرات.
وتابعت مصر ارقامها القياسية وحققت فوزها الخامس على التوالي في البطولة رافعة رصيدها في السجل الخالي من الهزائم إلى 18 مباراة وتحديداً منذ خسارتها أمام الجزائر 2-1 في تونس 2004.
وهو الفوز الأول لمصر على الجزائر خارج قواعدها في تاريخ المواجهات بين المنتخبين والتي وصلت إلى 20، فرفعت مصر رصيدها إلى 6 انتصارات ومثلها للجزائر مقابل 8 تعادلات.
في المقابل، فشلت الجزائر للمرة الرابعة في بلوغ المباراة النهائية بعد أعوام 1982 عندما حلت رابعة و1984 و1988 عندما جاءت ثالثة.
ولم تظهر الجزائر بالمستوى الذي أبهرت به الجميع في ربع النهائي عندما قهرت كوت ديفوار ونجومها 3-2 بعد التمديد، علماً بأنها لعبت بالتشكيلة ذاتها والأمر ذاته بالنسبة إلى مصر التي خاضت المباراة بتشكيلتها التي تغلبت على الكاميرون 3-1 بعد التمديد.
وبدأ مسلسل الفرص باكراً عندما أهدر عماد متعب فرصة حقيقية في الدقيقة الثانية، وفاتت على الجزائر واحدة بعد أقل من دقيقة حين نفذ مراد مغني ركلة حرة من نحو 35 متراً فمرت الكرة بجانب القائم الأيسر (3)، وأرسل أحمد المحمدي كرة عرضية خطرة جداً مرت من أمام المرمى لم تجد من يتابعها (4).
وأمسك الحضري كرة سهلة لعبد القادر غزال (5)، وأعاد المحمدي السيناريو بعرضية ثانية إلى زيدان هذه المرة أخرجها عنتر يحيى إلى ركنية أولى ثم إلى ثانية تدخل الدفاع في إبعادها (6)، وحصلت الجزائر على ركنية أحدثت خطورة، ثم سدد المدافع مجيد بوقرة كرة قوية جانبت القائم الأيمن لمرمى الحضري (11).
وأهدر كريم مطمور فرصة ثمينة للجزائر (16)، وتدخل الحارس الجزائري فوزي الشاوشي لأخطر كرة مصرية بعدما وصلت إلى زيدان داخل المنطقة أرسلها عرضية إلى عماد متعب فأطلقها دون تردد وتألق الشاوشي وتصدى لها طائراً حارماً مصر من فرصة افتتاح التسجيل (25).
وخاشن المدافع الجزائري رفيق حليش المهاجم المصري عماد متعب فاحتسب الحكم البنيني كوفي كودجيا ركلة جزاء أرفقها ببطاقة صفراء هي الثانية لحليش الذي خرج بالبطاقة الحمراء (38) لينبرى حسني عبد ربه لتنفيذ الركلة ويضعها بهدوء على يسار الشاوشي (39).
وفي الشوط الثاني، اضطر شحاتة الى تبديل متعب بسبب إصابته فدخل مكانه حسام غالي (52)، وأهدر سيد معوض فرصة إضافة الهدف الثاني عندما توغل داخل المنطقة وسدد كرة قوية بيسراه بجوار القائم الأيمن للحارس الشاوشي (59).
وأنقذ الحضري مرماه من هدف التعادل عندما أبعد ببراعة كرة من ركلة حرة مباشرة لحسن يبدا إلى ركنية (62)، وأهدر أحمد حسن فرصة ذهبية لإضافة الهدف الثاني عندما تهيأت أمامه كرة داخل المنطقة فسددها قوية ارتطمت بقدم المدافع بوقرة وتحولت إلى ركنية (64).
وأضاف زيدان الهدف الثاني بعد مجهود فردي رائع تلاعب من خلاله بالمدافع نادر بلحاج وسدد كرة قوية رائعة بيسراه في الزاوية اليمنى البعيدة للحارس الشاوشي (65) مسجلاً هدفه الأول في البطولة.
وزادت محن الجزائر بطرد مدافعها بلحاج في الدقيقة 70 لتعمده الخشونة ضد المحمدي، وخرج الحضري في توقيت مناسب وقطع الكرة من أمام عبد القادر غزال (72)، وأهدر أحمد حسن فرصة الهدف الثالث عندما توغل داخل المنطقة وسدد كرة في الشباك الخارجية (77).
وعمق محمد عبد الشافي، بديل معوض، جراح الجزائر عندما أضاف الهدف الثالث من أول كرة لمسها بعد دخوله من تمريرة لزيدان داخل المنطقة فسددها من زاوية صعبة على يسار الحارس الشاوشي (80).
وأشهر كوفي بطاقة حمراء ثالثة للشاوشي إثر بطاقة صفراء ثانية بعد تدخل عنيف ضد محمد ناجي جدو (87)، فاضطر سعدان إلى اخراج المهاجم عبد القادر غزال وإشراك الحارس محمد زماموش (88).
وأبى محمد ناجي جدو، بديل محمود فتح الله، إلا أن يترك بصمته في المباراة وختم المهرجان بهدف رابع عندما تلقى كرة على طبق من ذهب من حسام غالي عند حافة المنطقة فتوغل قبل يسددها بيمناه على يسار الحارس زماموش (90+4).