قل لى ماذا بعد...؟
أبعد تلك النهاية الظالمة نهايات أخرى سوف تسدل على عمرى ستائرها المجهولة؟
وبعد غروبك من سمائى هناك غروب آخر لشىء لم يُعرف بعد؟
أغير الحنظل علىّ أن أتذوق مرا أشد؟
وماذا يفعل الألم بقلبى اذا ما تخطى حدود الوجع ؟!
بكيت كثيرا حتى جفت ينابيع الدموع فى عينى
وما جفت معها نقطة من أمواج الحزن التى ترتطم بقلبى وتقلبر فيه بلا هوادة
أعلىّ أن أبكى بقطرات من دمى؟
وماذا بعد؟
قلبى منفىُ بين ضلوعى
ممنوع من أن يبارح منفاه الموحش
ومحرم عليه حتى ان يختلس نبضات من عمره ليفنيها فى حبك
او حتى فى الحنين اليك.
ماذا بعد هذا المنفى اللعين...؟
وهذه الأحكام القاسية؟
أهناك من التعاسة درجات لم أرتقٍ اليها بعد ؟
وبعد أن أبلغها ماذا ينتظرنى
ماذا علىّ ان أتحمل أكثر
صدقنى
عرفت الصبر كثيرا بحياتى
حتى صور لى عقلى اننى بارعة فى التأقلم معه
لكن ماذا يوجد بعد الصبر ...؟
لو أنى أعلم ماذا بعد ربما أكلف نفسى ما لا أطيق وأصبر أكثر
لكن ماذا بعد
علمنى أعيش الحياه بدون مقومات الحياه
فانت عندى كل الحياه
بدونك لا أستطيع التنفس
بدونك تخنقنى الغربة داخل نفسى حتى أحيا حياه لا يعرفها سوى الأموات
يحاولون تعويضى بأجهزة صناعية
فتنقذنى لحظة وأعود أموت من الاختناق
فماذا بعد
اعندك حل لمشكلتى ...؟
أعندك ما يغنينى عنك؟!
والله كلا
والف الف كلا
فما وجد أبدا ذلك النبض الذى يحينى سوى نبض قلبك
أبعد الشمس نبحث عن مصابيح صغيرة تضىء لنا؟
وهل تغنينا بحار الدنيا عن قطرة ماء عذبة يكمن فيها سر الوجود
وهل يمكن للعصافير يوما أن تستغنى عن أعشاشها ولو بقصور من ذهب وفضة ؟!
قل لى إذا كيف أتعود على نفسى بدونك..؟
وأنا لم اكتشف مكنوناتها الا من خلالك أنت
قل لى كيف أغير تفاصيل حياتى
كى تتلاشى زكراك المنقوشة فى كل لفتة من لفتاتى
قل لى هل مطلوب منى أن أحتمل المزيد...؟
وهل تستوعب كيف أنى لا استطيع أن احتمل المزيد؟
قل لى ماذا بعد ان خابت كل آمالى فى نسيانك
أصارع شوقى اليك فأغلبه ويغلبنى وأطفئه فيحرقنى .
فماذا بعد....؟
قل لى كيف أفر من حبك وهو يحيط بخارطتى؟
مللت الوقوف لانتظر شىء لا أعرفه
فأجرى ربما أسارع باكتشافه فأسقط
وأعود أقف فأتعثر
قل لى ماذا بعد؟
هل هو النبض الاخير الذى سيأتى؟
هل هو ملك الموت الذى انتظر اطلالته البهية على وجهى؟
هل هو وجع الموت يخنق انفاسى....؟
أم هو اليأس الذى سيرافقنى كظلى الى ان يقتلنى..؟